التحديات والحلول لصيانة المحركات ذات الجهد العالي

تُبقي المحركات عالية الجهد مئات المصانع تعمل بسلاسة وتضمن استمرار الخدمات العامة. هذه الوحوش ترسل الطاقة إلى المطابع، المراوح، المضخات، وحتى قطارات المترو لتتم الأعمال في الوقت المحدد. لكن العناية بهذه الآلات الكبيرة ليست سهلة. هذا المقال يأخذك عبر المشاكل الشائعة أثناء صيانة المحركات عالية الجهد ويقدم حلول عملية وفعّالة.

داخل كل محرك يوجد تشابك من ملفات مشدودة، عزل مكدس، وأجزاء تبريد بدقة عالية. ولذلك، تحتاج كل مهمة صيانة -من نظرة سريعة إلى فك كامل- إلى مهارات لا يمتلكها معظم الكهربائيين العامين. خذ العزل كمثال. العديد من العلامات التجارية تستخدم مواد خاصة تتدهور بطريقة فريدة تمامًا عن الأسلاك منخفضة الجهد. شرخ صغير أو ثقب دبوس يسمح للرطوبة وومضات القوس الكهربائي بالاختراق داخل المحرك، مما يؤدي إلى حرق الملفات وإجبار إصلاحات مكلفة ومُستنزِفة للوقت. لهذا السبب يعتمد الفنيون ذوو الخبرة على أدوات مثل الكاميرات تحت الحمراء وأجهزة قياس التفريغ الجزئي لاكتشاف المشكلات مبكرًا. ومع ذلك، فإن فهم معنى الأرقام يتطلب تدريبًا كهربائيًا قويًا والتصميم على اتخاذ الإجراءات قبل أن يتحول تحذير صغير إلى توقف عن العمل.

ظروف عمل قاسية

غالبًا ما تعمل المحركات ذات الفولتية العالية في أماكن قاسية. في المناجم والمحاجر، تتسرب سحب الغبار الدقيق داخل المحركات وتبدأ في الاحتكاك بالدّعائم ولفائفها بعد أشهر قليلة. أما المحركات القريبة من الوحدات الكيميائية أو أرصفة الماء المالح فتتصدى للصدأ الناتج عن الرشكات القاسية التي تسقط على كل الأجزاء. كما أن مصانع الصلب والمعامل القريبة تضرب الآلات بحرارة الأفران، مما يؤدي إلى ذوبان التغليف والعزل ببطء وتقليل كفاءة الزيت. جميع هذه التهديدات تسريع الشيخوخة، تدفع الفرق إلى المزيد من طلبات الصيانة، وترفع خطر الانقطاعات المفاجئة.

تكاليف التوقف الطويلة

عندما يتوقف المحرك ذو الفولتية العالية نهائياً، يمكن أن تكون النتائج باهظة الثمن. على أرض الإنتاج، يمكن لمحرك واحد معطل أن يجمد خط الإنتاج بأكمله، ويُفقِد المال مع كل ثانية يجلس فيها الحزام دون حراك. إن فقدان الإنتاج ليس سوى بنداً واحداً في السجل؛ إذ تشمل القائمة أيضاً الإصلاحات الطارئة، والأجور الإضافية للموظفين، ورسوم الشحنات المتأخرة. كما يمكن أن تؤدي الانقطاعات المتكررة إلى إضعاف العلامة التجارية، مما يجعل المشترين يشككون في موثوقية الشركة. ولذلك، فإن الصيانة المستمرة والحذقة تحافظ على عمل المحركات وعلى استمرارية العمل.

البنية التحتية القديمة

ما زالت العديد من المحركات الكهربائية عالية الجهد تعمل في المصانع التي بُنيت قبل عقود. مع اقتراب هذه الآلات من نهاية عمرها الافتراضي، تظهر الأعطال بشكل أكثر تكرارًا. كما أن الوحدات القديمة لا تحتوي على التحكم السريع والكفاءة الأفضل الموجودة في النماذج الحديثة، مما يجعل تشغيلها وإعطائها الاهتمام المستمر يأكل الكثير من الوقت والمال. بالإضافة إلى ذلك، البحث عن القطع الغيار يشبه لعبة البحث عن الكنز، لأن بعض العلامات التجارية توقفت عن إنتاج هذه القطع منذ سنوات. يبقى مديرو الصيانة في حيرة بين إنفاق الكثير على الإصلاحات أو دفع مبلغ كبير مقدمًا لشراء محركات جديدة وموثوقة ستستمر لسنوات.

حلول لصيانة المحركات الكهربائية عالية الجهد

لإبقاء الآلات القديمة مربحة، يمكن أن تساعد عدة حيل ذكية. أولاً، لا يمكن تجاهل الصيانة الوقائية الروتينية. وهذا يعني حجز زيارات منتظمة لفحص الأسلاك، وتعبئة الشحوم، واستبدال الفتحات وال أحزمة المتعبة كما يوصي دليل المصنع وسجلات الطاقم. استخدام أدوات التنبؤ - مثل أجهزة استشعار الاهتزاز، أو كاميرا تحت الحمراء محمولة، أو حتى اختبار سريع للزيت - يمكن أن يكشف النقاط الضعيفة قبل أن تتسبب في تعطل الخطوط. عن طريق تتبع الأرقام الرئيسية، يمكن للفريق توقع المشاكل، والتخطيط للإصلاحات أثناء فترات التوقف المخطط لها، والسماح للمصنع بالاستمرار في العمل.

إن إنفاق المال على تدريب الموظفين لم يعد خيارًا.

عندما يتعلم فنيو الصيانة النصائح والأدوات الحديثة الخاصة بمحركات الجهد العالي، فإنهم ينهون الإصلاحات بشكل أسرع وبأقل قدر من التخمين. يجب على الشركات تنظيم دورات تدريبية منتظمة والإشادة بكل تقدم نحو شهادات الصناعة.

خطوة ذكية أخرى هي استبدال المحركات القديمة بنماذج جديدة ذات كفاءة عالية. غالباً ما تشمل الوحدات الحديثة لوحة اختبار ذاتي وتعديلات تصميم محسوبة لتقليل وقت الصيانة. قد تكون تكلفتها أعلى في البداية، لكن الفواتير الأصغر للطاقة، والانقطاعات الأقل، وتقليل مكالمات الخدمة تغطي الفارق بسرعة.

الاعتناء بالمحركات فائقة الجهد أمر صعب، ولكنه غير قابل للتفاوض. عندما تواجه الشركات التحدي مباشرة وتقدم اهتماماً مستمراً وعملياً، يستمر تشغيل الآلات، تنخفض الانقطاعات المفاجئة، ويزداد كل من الإنتاج والربح.